دراسة فى ديوان مصر التى ....تأليف الشاعرة الدكتورة مرفت محرم تقديم : عبد الرحمن البجاوى.

دراسة فى ديوان مصر التى ....

مصر التى ..تأليف الشاعرة الدكتورة مرفت محرم تقديم : عبد الرحمن البجاوى

..............................................................

تتوالى الإبداعات الشعرية التى تعبر عن وجدان ا|لأمة وخطواتها وأنغامها التى تتغنى بها فى رحلة الكفاح من مشرق الفجر وخطواتها حتى العودة إلى مناجاة الأحلام فى عالم يتساوى فيه الخلائق من كل مكان ومن جدنا آدم إلى أحفاده فى روضة العمر الملآن بالعظة والاعتبار والأمل البسام.

وهذه المجموعة التى بين يدينا لشاعرة تغنى بصدق وإشراق ةتهدى نبضاتها إلى مصر التى يعشقها الملايين ، وإلى أبنائها السائرين على درب الكلمة الشريفة ، وخاصة بعد الثورة السلمية الكبرى التى فجرها الشباب فى الخامس والعشرين من يناير سنة 2011 ، ولا تزال تدق طبولها مثل المسحراتى الذى يوق النيام للقاء القاهر القادر العلام ذى الجلال والإكرام .

وشاعرتنا أ د . مرفت محرم قدمت منذ عامين مجموعة شعرية كتبت بالفصحى والعامية تحت عنوان (بهجة الروح) التى لاقت صدى كبيرا فى نوادى الأدب وعلى جناح الأثير ، ولا تزال ببهجتها تغرد فى عالم الشعر والشعراء ، معلنة أننا نعشق الحب الإلهى وحب الوطن والمواطنين وحب الطبيعةالصامتة والناطقة ، وحب العمل وتقدير الأسرة والأمومة وحب رسول الله ـ ـ صلى الله عليه وسلم وقد كتبتها الشاعرة بلغة وسطى بين الفصحىوالعامية مع موسيقى رائقة وخيال فطرى وقد اختارت عناوين منها : تحية لمصر ، حلمى ومنايا ، الشباب ، المسحراتى ، الرضا ، مصر عشقى ، انكسار عصفور ، الزمان اللى عشته ، مصر الغالية فضلا عن العنوان (مصر التى) التى منها :

حلمى تكون الكنانة / فى الزمن هيه

فى عيون جميع البشر / ألف ومتين ميه

تمسك نجوم السما / وتمللى مرزوقة

ولا تبقى يوم فى الزمن / واقفه ومزنوقة

ولاشك أن حب مصر يتردد فى كل صفحة ، ونطالع خيراتها فى كل ما تقدم من زروع وثمار ، وفواكه وأطيار ، وتشدو باسمها قائلة :

ياغاليه قطنك عجب / بخيوطه دفانى

زرعك وكوز الذرة / والقمح غذانى

إنها كلمات بسيطة لكنها ترسم لوحة تكشف عن عظمة مصر التى يختال فيها النيل منذ آلاف السنين ، وعلى ضفافه حقول القمح والذرة وزهور الياسمين ، وكيف حدث للقطن ما حدث مع أنه دفء لنا منذ أيام محمد على (1769 ـ 1849) وحتى أواخر القرن العشرين ، وإننا لنعجب من صورة النحلة التى تعطى الشهد ولكن لسعتها شفاء فتقول الشاعرة :

بحس إنك جوايا / وبتقرصينى بحنية

وحتى لو بتخاصمينى / وقرصك برضه ليه !!

ومع حب النبى الذى يملأ قلوبنا وترتقى أرواحنا وتصلى عليه آناء الليل والنهار ، ولا تغفل عن ذكره حيث أحيانا بعد الموات فتقول :

بحب سيدنا النبى / والحب فيد درجات

واللى يحبه النبى / هو اللى عدى وفات

فهذه الكلمات بسيطة لكنها تحمل معانى لعشاق رسول الله الذى علمنا بقوله : "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده والناس أجمعين"

ومع أنفاس الفل والياسمين نقرأ للشاعرة د . مرفت :

يا جنينة سرك إيه قولى / دنا ف ورودك أستعجب

وحبى للورد واخدنى / ويسربى لو كنت حزين

والحب للزرع يعلمنا أن نسبح فى نسيمه الميمون ، وحب المياه الرقيقة مع انطلاقة الدنيا الباسمة يجعلنا منشرحى النفس فتقول :

الدنيا بسمة وغنيوة / شايله التفاريح

والميه بتقول لى برقة / من غير تصريح

دا الدنيا حلوة وبسيطة / ما فيهاش تعقيد

وحب البيئة الزراعية يكشف عن اهتمام الشاعرة بما حولها ـ فضلا عن تخصصها ـ من ينابيع وزروع ورياض وخيرات وهبها لنا الرزاق ومع انتفاضة 25 يناير وثورتها السلمية وقدرة شبابنا على مواجهة الصعاب والتغنى بعبارة الشعب يريد إسقلط النظام" وقد أراد الله أن تتغير مصر بعد أن سقط منها شهداء يزيدون على سبعمائة شهيد رفعوا رءوسنا جميعا ولا نمملك إلا الانحناء لهم والدعاء للمولى أن يتغمدهم برحمته ، ويلهم آلهم السلوان ، وتقول الشاعرة لأم الشهيد :

أمى يا جندى مجاهد / فى الزمن بأمان

كتب التاريخ وقفتك / ثابته فى كل ميدان

وصخر سينا نطق / كبر بككل آدان

لا عادج قصادك عدو // والصعب لاجلك هان

تحية إلى الشاعرة د . مرفت محرم بصدور ديوانها الثانى عن مصر التى تغيش فينا ةنعيش فيها ، ومزيدا من العطاء والإخاء فى بحار الكلمة المعبرة بلغة الشعب الذى غسل وجه الكنانة حقا بعدما عانى من القناصة وراكبى الجمال ونخن نردد مع شاعرتنا لله :

أنت الحنان والرضا / وانت الجمال والقول

نجحنى فى الامتحان / عندك ولو مقبول

ياللى جعلت الحبيب / زادى وزوادى

ومالى واللى املكه / والدنيا واولادى

مع خالص التقدير لهذا العطاء الوجدانى فى مصر الحرية والديمقراطية

أ / عبد الرحمن البجاوى

عضو اتحاد كتاب مصر

نائب مدير نادى الإبداع بالمنوفية

10/4/2011